دي بروين: المعماري الخفي للكرة الحديثة

ترعرعتُ في شارع ساوث سايد بشيكاغو، لا على التلفاز، بل على أجهزة كمبيوتر مخدوشة في مركز مجتمعي. في تلك الأيام، كانت الإحصائيات حكرًا على الهواة. الآن؟ أنا الشخص الذي صمّم لوحة تحكم لشركة رياضية تتبع أكثر من 120 ألف حركة ل選手 سنويًا.

وإذا كان الأمر عن كييفن دي بروين؟ فالبيانات لا تكذب. هو ليس جيدًا فحسب؛ بل هو نظامي. معدل تمريراته ممتاز، وقيمة إنشاء فرص (xG) ضمن أفضل خمسة في التاريخ.

لكن الشيء الذي لا يتحدث عنه أحد: فاز بالألعاب وهو مهمل.

المحرك غير المرئي

لا ترى تلك التمريرات الطويلة عبر الدفاع إلا إذا سجلت. لكن كل مرة يجد فيها هجومًا خلف الخط الدفاعي بدقة لا يمكن لأحد آخر تحقيقها؟ هذا ليس سحرًا — بل إتقانٌ.

قارنه بمودريتش: كلاهما فنان رؤية، لكن مودريتش يلعب بذكاء، بينما دي بروين يلعب بالفوضى المحسوبة. أحدهما عازف موسيقى؛ والآخر هدم مدرب له درجة إدارة أعمال.

نعم، يقول البعض إنه لم يفز بكؤوس كبيرة. لكن اسأل نفسك: كم مرة خسر سيتي بسبب فرصة واحدة لم تكن يجب أن تفوّت؟

الجواب؟ شبه صفر.

لماذا بيِن هو المقارنة المناسبة؟

هناك نقطة يتوقف عندها معظم المشجعين — فهم مشغولون بالألقاب والميداليات الذهبية. لكن دعني أقول الحقيقة: دي بروين أقرب إلى بيِن في فترة زيدان من أي شخص آخر.

نفس السمات:

• لاعب وسط مركزي عالي الكثافة,
• قدرة استحواذ عالية تحت الضغط,
• يخلق فرصًا دون الحاجة لإنهائها,
• غالبًا ما يتم التقليل من أهميته بسبب نجاح الفريق الذي يلعب فيه.

بيِن لم يفز بجائزة الكرة الذهبية رغم تأثيره الكبير. نفس القصة اليوم مع دي بروين — فقط هذه المرة لدينا بيانات حقيقية تتبع كل حركة لتثبت ذلك.

البيانات مقابل الشرف: الفرق الحقيقي

هل هناك شيء يؤلم أكثر من قول الناس “لا يفوز بالألقاب” وكأن ذلك يعني أنه ليس عظيمًا؟ أعيد التفكير: The system rewards teams over individuals. سيتي ليس فقط يتوج — بل يعيد تشكيل طريقة عمل كرة القدم من الداخل إلى الخارج. دي بروين ليس مجرد جزء منه؛ بل هو نظامه العصبي. لذلك إن كنت تقاس الإرث بالميداليات فقط… فقد فقدت رؤيتك لما هو مهم حقًا.